الأحد، 26 ديسمبر 2010

المشكله في الداخل

مشكلة اليمن ومعضلتها المزمنه ليست طارئه
وليست مستورده من الخارج هي موجوده في
الداخل كامنه في أعماقالسواد الأعظم الذي اعتاد
على عبادة الحكام والمتنفذين وأعتبارهم ابطالاً
ورموزاَ بل وحتى أنصاف ألهه وانتقادهم يعتبر
من المحذورات وعزز كهنة الدين هذه الظواهر
السلبيه عبر إستدعاء نصوص تكرس ذلك لذا
أنتشرت لوثة جنون العظمه بين غالبية من يتبواء
أي سلطه وفي ظل التطبيل الصاخب ضاع العقل
والضمير وبسبب تخاذل وتوطؤ  الكثيرين  أطفئت
العديد من الشموع التي حاولت ان تنير 
ظلامهم الدامس .
وحتى غالبية النخب المثقفه الذين يمثلون  الأمل
الواعد من اجل الأنعتاق من شرنقة الظلم والأستبداد والتخلف هم اكثر الفئات التي مارست نفاقاَ وإنتهازيه وعملوا منذ احداث سبتمبر عام ١٩٦٢م على تسطيح 
الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي ولم يجرؤ 
الكثير منهم الى الأشاره بوضوح الى معضلة اليمن 
المزمنه بستثناء القله تجدهم يلفون ويدورون حولها
على إستحياء وبعبارات جوفاء منمقه امثال هؤلا
تحتاجهم قوى الهيمنه والاستحواذ بشده لانهم يعملون
على تغييب الوعي ويقدمون لها خدمات جليله .
ثقافه تعودت على الاستحواذ على السلطه والثروه
ولم تتعود على المشاركه والتشارك مع الاخرين
لهذا السبب ارتكبت جريمة حرب عام ١٩٩٤م ليس
ضد الأنفصاليين والملحدين في الحزب الاشتراكي
كما كان يروج من اجل تجييش القطيع ولكن ضد
وثيقة العهد والاتفاق التي كانت ستقلم اظافرهم
وستسحب البساط من تحت اقدامهم لتُعيد
للوطن  بعضاَ من ملامحه .
بعد سنوات من ارتكاب هذه الجريمه اختلف
اقطابهم على كيفية تقسيم الكعكه فيما بينهم
فركب جزء منهم حصان المعارضه نكايةً بجزئه
الاخر وأنساق خلفهم كالعاده الكثيرون وغاب 
عن بال هؤلا ممن لا يقراؤن تاريخهم القريب 
بتمعن ان احلام الوطن تحولت على ايدي هؤلا
القوم الى كوابيس تقضُ المضاجع لذا لا تُعلق
امالاَ كبيره على انضمامهم الى صفوف 
المعارضه فهم لن يضيفوا الى المشهد القاتم 
والبائس سوى مزيداَ من القتامه والبؤس .
لن تخرج اليمن من هذا النفق المظلم إلا بقناعة
وإيمان السواد الاعظم من ابنائها وهذا لن يحدث
إلا بعد فتره طويله من الزمن عندما يؤمن كل فرد
بالتغيير الحقيقي والجذري ويسعى جاهداَ اليه .