الاثنين، 23 يناير 2012

عفاش لم يأتي من فراغ

عفاش لم يأتي من فراغ وسلطته  لم ترحل بعد كما
 يُروج الببغاوات.
لا زالت تتنفس . لا زال قلبها نابضاَ بالحياه .
وتستمد سبل بقائها من ثقافه ترعرع في ظلها عفاش
وشرب من ينبوعها حتى الثماله وشرب من نفس
 الينبوع بني الاحمر والائمه الجدد " الحوثيين " .
ركب بعضهم موجة الثوره وحاول ان يتطهر من 
نجاساته وأثامه بدماء الشهداء وأنين الجرحى 
وهم الذين كانوا يديرون البلاد مع عفاش بعقلية الفيد
ورجال العصابات ولم يختلفوا معه إلا على كيفية 
تقسيم الكعكه .
في ٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢م ثار الاباء والاجداد على حكم فردي
طائفي مستبد يقصي ويهمش الاخر وها نحن اليوم وبعد اكثر
من خمسين عام عدنا الى المربع الاول وثرنا على نفس النظام 
الذي ثرنا عليه في عام ١٩٦٢م فقط اليافطه والشعارات والرموز
تغيرت ولكن القيم الثقافيه والفكريه التي تنتج مثل هذه الانظمه 
الكسيحه المعيقه لتطور المجتمع ظلت تُلقي بظلالها الكئيبه
على الارض الى يومنا هذا ولعب غالبية كهنة الدين دوراَ سلبيا أدت الى تكريس مثل هذه القيم وصعوبة التخلص منها .
لن نخرج من هذه الدوامه ومن دائرة الصراعات التي 
لا تنتهي إلا بنقد بناء للأسس الفكريه والثقافيه التي 
نستند إليها ومنها الموروث الديني لان الدين هو صلب
الثقافه ولاعب محوري  في تحديد ملامحها وتوجيه 
مسارها ولن يحدث ذلك إلا بأصطفاف مجتمعي واسع
هذا الاصطفاف لم تتوفر ادواته بعد لذلك فأن اليمن 
مرشحه لكافة الاحتمالات السيئه وليس من المستبعد
ان يعيد الغباء نفسه ويتكرر مشهد سبتمبر عام ١٩٦٢م
الذي أعتلى خشبة مسرحه الأفاقون ولصوص الثورات
فصار عبئاَ ثقيلاً بدلاً  من ان يكون باباَ واسعاَ ندلف 
من خلاله نحو المستقبل المشرق .