السبت، 16 يوليو 2016

بتاريخ 15مارس عام2012م

الثقافه السائده تعودت دائماً على للوم الضحيه وغض الطرف عن الجاني
بل وتبرر له حماقاته وسؤ اعماله وتنظر إليه بإنبهار واعجاب وهذا مايحدث
غالباً سواءً على مستوى العلاقات الشخصيه والاجتماعيه وحتى على المستوى
السياسي والعام .
وبسبب هذه الثقافه تتعرض الشرائح الضعيفه لضغوط فوق طاقتها ولايجدون من
يتعاطف او يقدم لهم يد المساعده ويقف معهم ضد الجبروت الذكوري الذي يسبغ
عليه المجتمع والموروث الديني الشرعيه التي تبرر الكثير من الحماقات التي
ترتكب ضدهم .
امثال هؤلا الذين يُعانون من هذا الجبروت ويقفون بمفردهم في مواجهة العاصفه
 كثيرون في هذا المجتمع واذا لم تقم الدوله والمجتمع ومشائخ الدين الذين يصدعون
الرؤوس بتوافه الامور بدورهم كما يجب تجاه هذه الشرائح ويعملون من اجل الانتصار
للانسان المظلوم بجناحيه فهذا مؤشر خطير على انحدار الاخلاق والقيم النبيله .
 مثلاً قضايا انتهاك واغتصاب الطفوله كان من المفترض ان تُحدث هزه مجتمعيه
وان يتحرك كل المجتمع من اجل الانتصار لها ولكن لم يحدث مثل هذا التحرك ولم يهتز
لها ضمير المجتمع وهذا دليل على ان القيم والاخلاق النبيله في ادنى مستوياتها رغم
إنتشار مظاهر التدين .
مشكلة اليمن محصوره في حاشد وبكيل ليس من اليوم بل منذ خروج الاتراك
ومجيئ الامام الذي بنى جيش من هذه القبائل لا يملك عقيده وطنيه وليس له هدف
سوى إخضاع المناطق خارج هذه المنظومه الثقافيه والاجتماعيه .
تخلى الامام عن اراضي شاسعه للسعوديه وزار ولي العهد حين ذاك عدن وشارك
في ترحيل اليهود واقتنع بمساحه صغيره هي اليمن الشمالي كل هذا في مقابل ان
يتركوه يسيطر على تعز واب والحديده .
أتت بعد ذلك الجمهوريه وكان لهم نفس الهدف فقط اليافطه تغيرت وهي كيف يخضعون
هذه المناطق وانضم الي هذه المناطق الجنوب بعد حرب عام 1994م ضد وثيقة العهد
والاتفاق التي تضمنت في بنودها على الفيدراليه وتصحيح مسار الوحده ومن اجل
الحفاظ على هيمنتهم على الجنوب لان السعوديه ابدت امتعاضها من إجتياح الجنوب
 تنازل الرئيس وشيخ الرئيس رسمياً عن عسير ونجران وجيزان واستلموا مقابل ذلك
 مليارات الدولارات .
حاشد وبكيل يريدون ان يحكموا ويتسلطوا بأي ثمن ويتبادلون الادوار بين القبيله
والمذهب من اجل ذلك وهذه العقليه ستستمر ولن تنتهي بين ليله وضحاها مع عدم
 إغفال ان هناك الكثير ممن انسلخوا عن هذه العقليه المقيته ولكنهم اقليه قليله مهمشه
لا تستطيع تحريك المياه الراكده في ظل ثقافه غالبه ومتمترسه وفي المقابل هناك الكثير
من الحثاله كانوا ولا زالوا اليد القذره لهذه العقليه المقيته بل وساعدوها على اضطهاد
وتهميش مناطقهم .
فهم الجوار الاقليمي والدولي هذه المعادله واستغلها اما غالبية اليمنيون لازالوا يهربون
من مواجهتها ويتجنبون الخوض فيها ويعتبرون ذلك من المحذورات رغم انها موجوده
اصلاً ولافائده يجنون من القفز عليها والهروب منها سوى اتساع وتفاقم المعاناه
 والدوران في متاهه وحلقه مفرغه لا تنتهي .