الخميس، 30 يوليو 2015

الجائحه الاخيره التي لازلنا نعيش تداعياتها المقيته لم تفضح مايسمى بالسلاله
 فقط ورفعت الغطاء عن وجهها القبيح بل فضحت وعرت النظام الجمهوري .
عن أي نظام جمهوري يتشدقون ؟
 اذا كانت المناصب العليا والمفصليه في الدوله وبقرار سياسي غير معلن ظلت
ولازالت مقصوره على مناطق معينه ومحرمه على مناطق اخرى وإن تبواء ابناء
 هذه المناطق اي مناصب فهي شكليه دون اي صلاحيات من اجل ذر الرماد على
العيون وإضفاء طابعاً وطنياً مزيفاً على نظام إقصائي بغيض .
عبدربه منصور هادي تم قبوله على مضض كمحلل ومغازلةً للجنوب وتسلم العلم
فقط وبصلاحيات محدوده .
لو كان هناك نظاماً جمهورياً قائماً على اسس سليمه وصلبه يحتوي جميع الاطياف
دون إقصاء وتهميش احد لما ظلت السلاله تعبث وتنخر في مفاصله الى ان اطلت برأسها
بكل وقاحه فأجتاحته بكل سهوله بالتعاون والتنسيق مع احد جناحي النظام القبلي
العسكري الحاكم نكايةً بالجناح الاخر الذي اختلف معه على كيفية تقسيم الكعكه
وتوزيع المغانم والنفوذ فيما بينهم وهروباً من استحقاقات بناء دوله فيدراليه
ذات اقاليم متعدده .

الثلاثاء، 28 يوليو 2015

مسار الفيدراليه

لا ينبغي الأنكار ان في اليمن تنوعاً ثقافياً أدى إنكاره وسحقه لصالح ثقافه
واحده مهيمنه الى وصول البلد الى هذا الوضع البائس .
الفيدراليه ستتيح للثقافات المختلفه ان تعبر عن نفسها ضمن اقاليمها الفيدراليه
وبكل حريه في إطار دوله اتحاديه وهذا سيُضفي على الوطن طابعاً جميلاً وتنوعاًً
وثراءً ثقافياً عملت عقلية الهيمنه والاستحواذ على تغييبه وتهميشه بل وحتى
تشويهه .
القبيله مكون اجتماعي وبالذات في شمال الشمال ولا احد يستطيع إجتثاثها بين
ليلةً وضحاها ولكن عليها ان لاتختطف الدوله وتنصب نفسها وصياً ومهيمناً على
الاخرين . عليها ان تتراجع وتفرض هيمنتها واعرافها على الاقل في مناطقها ضمن
اقاليم خاصه بها وتدع الاخرين الذين جثمت على صدورهم لعقووووود يتنفسون
ويعبرون هم كذلك عن ثقافتهم وتطلعاتهم ضمن اقاليم خاصه بهم .
لابد ان تمر الفيدراليه بفتره انتقاليه تبداء بفيدرالية المحافظات وفقاً لتقسيم ماقبل
22 مايو عام 1990م حتى لايشترغ الوطن ولاتنتقل مركزية وهيمنة صنعاء المقيته
 الى مراكز الاقاليم المستحدثه وبعد فتره من النضوج الزمني وبعد ان تهداء الاحتقانات
يتم الانتقال الى فيدرالية الاقاليم حيث بأمكان كل محافظه ان تتحد مع المحافظه التي تريد ولكن
بشرط توافر الرغبه الحقيقيه في العيش المشترك وذلك عن طريق إستفتاء شعبي
في هذه المحافظات وليست مجرد هروله وانسياق خلف عواطف وارتجال غير
مدروس كما تعود اليمنيين على ذلك دائماً فالاقاليم لكي تنجح وتحقق اهدافها
لابد ان تقوم على اساس توافق اجتماعي وثقافي .
الفيدراليه لابد منها ولكن على اسس سليمه بحيث تلامس الواقع على الارض
بعيداً عن التنظير من برج عاجي على الاقل من اجل الحفاظ على ماتبقى
ممايسمى بالنسيج الوطني الذي اهترى كثيراً بسبب التصرفات الغير مسئوله
لقوى الهيمنه والاستحواذ والا سيكون المأل مزيداً من المعاناه ومزيداً من
التشرذم والانقسام .
الاقاليم الفيدراليه مشروع يضع النقاط على الحروف واذا طبقت على اسس سليمه
دون إلتفاف ولم تفرغ من مضامينها الحقيقيه بحيث تضع الواقع ومستجداته نصب
عينيها فأنها ولاشك ستحقق اهدافها وستنتشل اليمن من وضع مأزوم .
اما اذا فصلت على مقاس اصحاب المصالح والمشاريع الضيقه على غرار الجمهوريه
والوحده فأنها ستجتر الماضي بكل سلبياته وستحمل بين ثناياها بذور مشاكل جديده
 كل شيئ مرهون بأنتشار الوعي وعدم الانخراط في متاهة لعبة تبادل الادوار بين القبيله
 والمذهب والسلاله تحت أي غطاء والأصطفاف خلف مصالحكم ومصالح اجيالكم القادمه
بعيداً عن كل الترهات التي ظليتم تعتلفوها لعقووووووود دون فائده اما اذا ظليتم مشتتين
 تتبعون هذا وذاك وتلهثون خلف احزاب عرجاء مربوطه بذيل القبيله فليس من المستبعد
ان تظلوا تتمرغوا في الوحل لعقوووود قادمه .
لن تصبح الفيدراليه واقعاً يتنسم عبيره الجميع الا عندما يكون هناك وعياً
وإصطفافاً واسع خلفها على الارض وتصعيد للقضايا التاريخيه الى اعلى
المستويات إن ارادوا ان يُسلط عليها الاضواء وان لاتظل حبيسة الدوائر
المغلقه وهذا ماحدث للقضيه الجنوبيه التي فرضت نفسها على طاولة
الحوار نتيحةً لأصطفاف ابنائها حولها ونضالهم الدؤوب من اجل
قضيتهم العادله .
التمترس والاستمرار في رفض الفيدراليه بحجة حماية وحده تم نخرها
على ايديهم الف مره هي الحجه الواهيه التي تتذرع بها مراكز القوى والنفوذ
بغض النظر عن اختلاف اجنحتها وتياراتها رغم ان الفيدراليه اصبحت نهج
الكثير من الشعوب والدول التي دخلت العصر من اوسع ابوابه ولم نسمع
يوماً ان وحدتها الوطنيه تعرضت لأي مخاطر بل ازدادت قوه ومتانه عكس
الشعوب التي لازالت تتسيد فيها ثقافة الهيمنه والاستقواء على الاخر تجد
جبهاتها الداخليه رخوه يسهل اختراقها وفي حالة صراع وتناحر دائم اهلك
الحرث والنسل وعطل التنميه .