الأحد، 10 يوليو 2011

أوراق متناثره

ثقافة الغدر والفيد والهيمنه والاستحواذ لا تجيد 
صناعة الاحداث العظيمه ولكن تجيد إستغلالها
وتجييرها من اجل خدمة اهدافها ومصالحها 
لذا تحولت الكثير من احلام الوطن الى كوابيس
تقضُ المضاجع .
                               *  *  *
سحقاَ لك ايها الظالم المستبد 
مصاص الدماء مثير النعرات والفتن 
ألا تسمع إيقاعات العصر المتصاعده في كل مكان
ألا تفهم لغة الشارع . نبض الرصيف
أنين المتعبين والمظلومين 
أم ستأتي في الوقت بعد الضائع لتقول الان فهمت
الان وعيت . سحقاً لك انت والثقافه التي خرجت
من رحمها والتي تحاول بأستماته شدنا الى 
الخلف وارجاع عقارب الساعه الى الوراء من 
خلال انتاج واستنساخ المزيد من امثالك .
                           *  *  *
في الماضي أسقطوا  نظام الائمه ولكن لم 
يستطيعوا إجتثاث الثقافه التي أفرزت مثل
هذه الأنظمه الكسيحه فظلت هذه الثقافه تجر
اذيالها الى يومنا هذا مستوطنه اذهان من
حكموا بعد الائمه لذا فشلوا جميعاً في بناء
دولة المؤسسات دولة القانون والمواطنه .
إسقاط سلطة الاستبداد والفساد والظلم سهل
ولكن إجتثاث الثقافه المتخلفه من الاذهان 
والتي أفرزت على مر التاريخ أنظمه معيقه
لتطور المجتمع صعب جداَ وهي بحاجه 
الى إصطفاف واسع وقناعه من الجميع 
بالتغيير الحقيقي والجذري وهذه هي
الثوره الحقيقيه التي ستعيد لليمن 
وجهه المشرق وإلا ستعيد هذه الثقافه
ٱنتاج ادواتها من جديد برموز جديده 
ووجوه جديده وتظل اليمن  تدور في متاهه
لا تنتهي من الصراعات المتلاحقه التي
تستنزف الطاقات والمقدرات .
                            *  *  *
نحن من صنعنا الوحش الذي يوغل فينا
ظلماً وقتلاَ . عندما أستولى على كرسي
الحكم سار في ركابه الكثيرون وخلال فترة
حكمه زين له سؤ اعماله الكثيرون .
فهو القائد الرمز والقائد الملهم والقائد المفدى
والزعيم الذي لم يجود بمثله الزمان ونتيحةَ
لهذا الجو الموبؤ بالنفاق والتزلف تمادى في 
غيه كثيراً ولم يجد من يقول له كفى إلا القله 
القليله التي طالها الكثير من الاقصاء
والتهميش ونعتت بأقبح الأوصاف .
وعندما أطلق الرصاصه الاولى في جسد
الوحده عام ١٩٩٤م سار في ركابه الكثيرون .
كبار مشائخ الدين ، كبار مشائخ القبائل
وكبار القاده العسكريين وحتى الكثير من
المثقفين ولم يجد من يقول له كفى لقد 
تماديت  كثيراَ إلا القله القليله القابضه
على الجمر .
                                 *  *  *
المشاريع الصغيره المفصله على مقاس
الأسره والقبيله والمنطقه والطائفه أوصلت
اليمن الى حافة الهاويه واوصلت انصار الدوله
المدنيه الحديثه الى مرحلة اليأس والاحباط
والخوف على الثوره الوليده التي أشعل فتيلها
في ساحات الشرف والكرامه شباب انقياء 
تحرروا من كل العاهات من ان تختطفها فئه
طفيليه تعودت على الغدر والأسترزاق وبيع
الذمم استغلتها الجاره السيئه لليمن من
اجل وئد احلام وتطلعات اليمنيين في الحياه
الحره الكريمه ومن هذه الفئه برز رجلاً 
عسكرياَ شبه أُمي يتسم بالمراوغه والغدر
والخداع حباه الله ذكاءً فطرياَ ولانه ظل رهين
ثقافته ولم يستطيع الأنعتاق منها استخدم
ذكاؤه هذا في خدمة اسياده ومشاريعه
الصغيره والدنيئه التي شوهت ملامح 
الشخصيه اليمنيه وحطت من شأنها لذا
أتت المبادره الخليجيه بقيادة الجاره
الكوبرا بمثابة انقاذ لملحقها العسكري
ولشركائه السابقين الذين اختلفوا معه
 فقط على كيفية تقسيم الكعكه .
                           *  *  *
أنتفضت مليحتي . غسلت عن وجهها الغبار
أزالت عن جسمها أدران وأوساخ تراكمت 
لسنين طوال فعادت إليها بعضاَ من ملامحها
التي عبثت بها عصابات الغدر والاجرام  .
أستفاقت مليحتي من سباتها متأخره عن
أقرانها رغم ان بؤسها أشد .
ولكنها استفاقت على كل حال وستمضي
في طريقها غير عابئه لعواء الذئاب وفحيح
الأفاعي التي تتعلق بأهداب شرعيه
دستوريه أستبيحت اكثر من مره وفصلت
على مقاس صنماً ضاقت عليه فتمزقت
الى أشلاء وسالت منها الدماء .
أستفاقت مليحتي ولن تنصت سوى 
لأصوات ابنائها الذين عطروا الشوارع
والساحات بدمائهم الزكيه ورسموا
بصدورهم العاريه ملامح يمن جديد ليس
فيه مكان للقائد الرمز فالرمز هو الشعب
والوطن . ليس فيه مكان للقائد المفدى 
ليس فيه مكان لماجن عابث يستحوذ على
كل شيئ ويترك للشعب الفتات .
يمن جديد ليس فيه مكان لصنم او عابد وثن .
                             *  *  *
جحود بعض ابنائها وتنكرهم لها وسيرهم في
ركاب القتله ومصاصي الدماء لم يشفع لها امام
هؤلا الطغاه فنالت النصيب الاعظم من القتل
والتنكيل لان المحافظه ومعظم اهلها قد نبذوا
حملة المباخر هؤلا الذين باعوا انفسهم 
للشيطان .
ولأنها بالغت في عنفوانها الثوري وبالغت
ايضاَ في سلميتها احرقوا ساحتها بحقد
وكراهيه يندى لها الجبين . حقد غير مبرر
على محافظه لم ترتكب أي جرم سوى انها
مارست حقها الدستوري في الاحتجاج 
السلمي كغيرها من محافظات الوطن .
                         *  *  *
ماهذا الدلال المحيط به . 
دلال يحسده عليه بشار الأسد والقذافي وحتى
مبارك  وبن علي الذين لم يحضى أي واحد منهم
بمثل هذا الدلال والتعامل الناعم والمبادرات تلو المبادرات التي تستجديه بذل وخنوع أن يوقع
عليها ولكنه يعرض عنها بصلف وغرور بل
ويتمادى في غنجه ودلاله رغم أنها مبادرات 
فصلت على مقاسه  كما فصل شرعيته
الطستوريه عفواً الدستوريه والتي يتغنى بها
ليل نهار حتى أصبحت إسطوانه سمجه تثير الأشمئزاز والغثيان . 
هذا الدلال الأقليمي والدولي الذي يتمرغ فيه
ليس لأنه أفضلهم بل لأنه أكثرهم عماله ونذاله
قُطعانه أوغلت في دماء اليمنيين وفرضت عليهم عقاباً جماعياً وضيقت عليهم سبل العيش الكريم
ومع هذا لم نسمع كلمة إدانه واحده ولم تحضى 
تعز بزيارة السفير الأمريكي اوالفرنسي كما
حضيت مدينة حماه السوريه بل لم نسمع
حتى كلمة تعاطف اوإدانه لما جرى فيها من
جرائم بشعه بحق مواطنيها المسالمين .
أمريكا لديها عملاء استراتجيين في الشرق الاوسط تتكىء وتعتمد عليهم  كثيراً من اجل تنفيذ أجندتها
في المنطقه ولايمكن أن تتخلى عنهما بأي حال
من الأحوال لأنهم  يشكلون  جزءً من شبكة المصالح .
أحدهم بوجه يهودي صهيوني قبيح واخران بوجهان
إسلاميان قبيحان  " سني ، شيعي "
ومن أجل إرضاء العميل ذو الوجه الأسلامي السني سُلم له ملف اليمن بكل تفاصيله لأن الجاره الكوبرا تريد أن يكون لها اليد الطولى في ترتيب 
الوضع في اليمن وفقاً لمصالحها ومصالح
السيد الأمريكي وطبعاً لن تتخلى بسهوله عن
عميلها اللا صالح  الذي قدم لها ولسيدها
الأمريكي خدمات جليله لم تكن تحلم بها .
لن تتخلى عنه إلى أن تجد عميلاً أخر يرضى
ان يقوم بنفس الدور الوضيع لسلفه  وما أكثرهم
بين الفئه الطفيليه التي تمتهن الهيمنه والاستحواذ
في الداخل والاسترزاق وبيع الذمم في الخارج 
 وأستغلتها دائماً الجاره الكوبرا من اجل تحقيق اهدافها والحفاظ على مصالحها في باحتها 
الخلفيه .
                                  *  *  *
هم نقاط مضيئه في مشهد مجلل بالسواد .
حين أشعلوا الفتيل وانطلقوا الى الساحات
يُراودهم الامل في معانقة الحياه لم يدر بخلدهم
وهم في غمرة حماسهم وتفاؤلهم ان خفافيش
الظلام اعداء الحياه يتربصون بهم يحاولون
مصادرة احلامهم كما صادروا احلام ابائهم
واجدادهم من قبل .