الاثنين، 1 أبريل 2013

معضلة تعز



 عبدالغني مطهر تاجر من تعز كون تجارته من عرق جبينه في الغربه .
 شارك بفاعليه في ثورة سبتمبر عام ١٩٦٢م وصرف عليها من جيبه الخاص
 في حين كان عبدالله الاحمر وسنان ابولحوم وغيرهم من الملتحقين بالثوره
مشغولون بنهب ممتلكات الامام ويتحينون الفرصه المناسبه للانقضاض عليها
وتجييرها من اجل خدمة مصالح ضيقه وتسنى ذلك اما عبدالغني مطهر فكان مصيره
 التغييب عن المشهد ومن الذاكره والتاريخ وكذلك السجن والنفي والافلاس .
وشارك وهادن بعضاً من ابناء تعز مراكز القوى التي قبرت اهداف ثورة سبتمبر عام 1962م
وحرفتها عن مسارها الصحيح تحت ضغط ثقافة التبعيه الضاربه اطنابها وغطاء الشعارات
الزائفه والمماحكات الضيقه وعندما استفاق بعضهم  من غبائه كان الوقت قد فات بل ان
بعضهم أغتيل على يد نفس القوى التي تحالف معها عندما حاول فقط ان يعبر عن مدى الظلم
والتهميش الذي تعانيه تعز .
تعامل ابناء تعز مع الثورات بمنطق الاتباع والشقاة لا بمنطق الثائر الممتلك لزمام امره
فتجدهم يتقدمون الصفوف عند دفع الفواتير ويتوارون عن المشهد عند المطالبه بالاستحقاقات
 وقد ترسخ هذا الدور في اذهانهم وحتى الاخرين لاينظرون إليهم إلا من خلال وفي إطار هذا الدور .
 وخلال معمعة مايسمى بالثورات تجد الجميع يتحدثون عن تعز وادوارها وبطولاتها وكأن
الحديث عن الثوره لامعنى له دون ذكر تعز لانهم يحتاجون لتعز وابنائها كوقود وحطب وكشقاة
 فقط وبعد الانتهاء من ذلك على تعز ان تعود الى الزريبه خانعه خاضعه يُلاحقها الظلم والتهميش
ومن يرفض ذلك ويطالب بحقوق تعز المهدوره منذ مئة عام يتهم بالمناطقيه والعنصريه رغم ان تعز
تئن وتتوجع من هذه النعرات المقيته التي تمارس ضدها على الارض وبأمكانيات دوله .
تعز الى الان لم تُضحي من اجل نفسها لانها حلقت عالياً في السماء هروباً من مواجهة إستحقاقات
واقعها البائس وانخرطت في صراعات عبثيه تحت غطاء شعارات فضفاضه كانت خلالها مجرد وقود
وحطب ظلت مشتعله الى ان صارت رماداً فكان مصيره كالعاده الكب والاهمال .
تبنت كل القضايا حتى قضايا بلاد الواق واق وهربت من مواجهة  استحقاقات قضيتها لذا عليها
 تغيير أليات النضال العقيمه والتي لم تُفضي الى أي نتيجه والتحرر من عقدة  " خينا شقولوا "
 وذلك بنفض الغبار عن قضيتها التاريخيه والالتفاف حولها وتكريس كل الجهود من اجل تصعيدها
الى أعلى المستويات وهذه هي ثورتها الحقيقيه التي ستنتشلها من الوحل ومن ذيل القائمه في كل
شيئ حتى في المواطنه والا ستظل تلهث خلف سراب .