الاثنين، 17 يونيو 2013

مأساه

من طول المكوث بين اربعة جدران تدفعك الرغبه الجامحه
 للخروج .
ولكن اين ما توجهت تصفع ناظريك شوارع مليئه بالحفر 
والمطبات تكسوها ادران البشر .
حتى وأن بدا فيها لمسة جمال غالباً ما يطالها يد العبث
التي أدمن عليها كثيرون . 
تصدمك مشاهد بائسه يتفتت من هولها الصخر .
امرأه مهترئة الدثار تبحث عن مايسد الرمق بين اكوام
 مبعثره هنا وهناك تعصف فيها الرياح فتتطاير لتحلق 
في سماء مدينه أنهكها الضمأ والضنك .
 وجوه متجهمه شاحبه . 
افواه منتفخه يسيل من بين شدقيها  سائلاً اخضر .
عيون جاحضه تائهة النظرات تُُحدق في اللاشيئ .
اشباح كأنها أتت من عصور ماقبل التاريخ لا يربطها بعالم
اليوم سوى الاسلحه التي يمتشقونها .
يتعبدون في محراب الشيطان . 
يسبحون يسجدون لمسوخ يقدمون لهم القرابين دماً 
ودموع وأهات .
الجهل والفقر والظلم والقتل المجاني وكل العاهات التي
يشمئز منها ذوي الفطره السليمه هي الحاضر الدائم في
يوميات وطن يتربع في كل زاويه من زواياه مسجداً يعلو فيه
التشنج والصراخ بأسم إله يعزفون على اوتاره ليل نهار .
يخوضون في سفاسف الامور ويغضون الطرف عن عظائمها 
ورغم قبح مايصدر عنهم إلا انه يلقى أذاناً صاغيه وصدى لدى
الغالبيه ممن يعشقون التفسيرات والحلول السطحيه الترقيعيه
لواقع بائس يعفيهم عناء البحث والغوص في أعماق الأرث 
الذي يُحاط بهاله من القداسه رغم ان اهواء ونزوات وبصمات 
بشر عاشوا زمن غير زمانهم واضحه للعيان ولا يحتاج الى
جهد كبير من اجل اكتشاف ذلك ولكن الساطور المشهر والمسلط
فوق الرقاب بالاضافه الى قولبة العقل منذ نعومة الاظفار على
الحفظ والتلقين وترديد مايملى دون أدنى تحليل او تمحيص
جعلهم ينساقون كانعاج تُساق الى المسلخ . 
لذا تاهوا وغرقوا في مشاكل لاحصر لها تجاوزتها الكثير
من الشعوب عندما أمتلكت زمام امرها وأحتكمت الى 
العقل والمنطق .