الاثنين، 3 أكتوبر 2011

وقفه على نافذة وطن ينزف

حين يتحول الدين إلى مجرد كره تتقاذفها أهواء ونزوات البشر . 
حين يتحول الدين إلى لعبه في يد الشيطان يعبث به كيف ماشاء
 ويأخذ منه بصوره إنتقائيه مايخدم مصالحه الضيقه ويستحضره
متى شاء كفزاعه يلوح بها في وجووه مناوئيه .
حين يتحول رجال الدين إلى مجرد أرجوزات تؤدي أدواراً قذره
على مسرح الشيطان .
حين يحدث كل ذلك يتجرد الدين من قدسيته وروحانيته بل 
وحتى من إنسانيته ويصبح  مجرد سوطاً يلهب الظهور
وساطوراً مسلطاً على الرقاب .
حين يلوح بورقة الدين في مجتمع تتسيد فيه العاطفه
والأنفعالات الهوجاء على العقل .
مجتمع يمكن أن تقوده إلى الهاويه بأيه قرأنيه أو حديث
 ديني أستحضر بصوره إنتقائيه أعرف أن الباب يفتح على 
مصراعيه للشيطان ليعبث بما تبقى من قيم جميله في هذا
 المجتمع .
حين أتأمل هذا المشهد البائس والقاتم المحيط بنا والذي 
نعاني منه منذ عقووود وأزداد بؤساً وقتامه في الأونه الأخيره 
يراودني شك كبير في أن اليمنيين يمتلكون ذرة حكمه أوحتى 
ذرة إيمان  كما يروجون لذلك ليل نهار والواقع المزري الذي
نعاني منه على مختلف الصعد يعزز هذا الشك .
لا أحد يستطيع أن يبرئ القوى الأقليميه والدوليه مما يحدث
ولكن هذه القوى لن تستطيع فعل أي شئ بمفردها أذا لم يتوفر
في الداخل بيئه خصبه تساعدها في رسم معالم هذا المشهد
 الغير سار متمثلاً في ثقافة لاترى في الوطن سوى فيداً يوزع
على أفرادها دون الأخرين وفضاءً مفتوحاً لممارسة
عبثها التاريخي المعهود .
                                          *  *  *
ألقله ألقليله من هذا الشعب الجاني على نفسه هي من 
تحررت من عبادة أوثان أختزلت كل شيئ  في شخوصها
حتى الأوطان .
الكل يسبح بحمدهم يتزلف إليهم يقدم لهم القرابين وفروض
الولاء والطاعه .
ثقافة ضاربه اطنابها في عقول الكثيرين ومن مختلف الاطياف
وهي ليست وليدة اللحظه بل موغله في تاريخنا المجلل
بالكثيرمن السواد .
وحتى النصوص المحسوبه على الدين تكرس هذه الثقافه 
وتشرعن للظلم والقهر والاستبداد .
ومع هذا  هناك نقاط مضيئه في هذا المشهد المجلل بالسواد  
لم يفت في عضدها محيط دامس مثقل بالأعباء بل أنطلقوا
متحررين من اللهث خلف شيطان في صورة قديس يبيع دينه
بدنياه  بأبخس الأثمان ويمضي سادراً في غيه يهب لمن يشاء
صكوك الغفران . 
يصنف أنام الله وفقاً لمخيله مريضه يسقطها على نصوص 
يفترض أنها أتت لخدمة وإسعاد الأنسان .
حتى وإن هوت هذه الأوثان فمن عباءة ثقافة عبادة الفرد
 المستوطنه أذهان الكثيرين ستخرج أوثان جديده وعُباد
جدد ويظل الوطن يراوح مكانه بين شد وجذب في صراعات
عبثيه وضيقه عفى عليها الزمن تستنزف قدراته وإمكانياته 
بدلاً من أن يحلق عالياً في الفضاء بجهود أبنائه رجالاً ونساءً .
                                  *  *  *
وجوه متجهمه شاحبه .
أفواه منتفخه يسيل من بين شدقيها سائلاً أخضر .
عيون جاحضه  تائهة النظرات تحدق في اللاشيئ . 
أشباح كأنها أتت من عصور ماقبل التاريخ لا يربطها
بعالم اليوم سوى الأسلحه التي يمتشقونها .
يتعبدون في محراب الشيطان .
يُسبحون يسجدون لمسخاً صنعوه بأيديهم
يقدمون له القرابين دماً ودموع وأهات .
                              *  *  *
تكالب عليها الاعداء 
أنفض الكثير من الذكور من حولها وتقاطروا وحداناَ
وجماعات الى كعبة الشيطان من اجل مصادرة حقها
في الحياه . 
ويتأمل ذكور أخرون المشهد بصمت كأن الأمر لا يعنيهم
ولم  يتبقى لها سوى قله قليل من رجالها العشاق ذكوراَ
وإناثاَ قابضين على الجمر  يعتصرهم الألم لما ألت 
إليه الآمور .