الاثنين، 26 يوليو 2010

حين أطلت الشمس برأسها

حين أطلت الشمس برأسها على إستحياء أطلت
هي برأسها مع أخيها من نافذة الدار كعادتهم كل
صباح من اجل إستنشاق الهواء العليل وتشنيف
الأذان بتغريد الطيور وفجاءه وعلى حين غره 
تناهى الى أسماعهم اصواتاً ارتجت لها الجبال
من حولهم . أصابهم الصمم لوهلةَ من الزمن 
شعروا خلالها ان كل شيئ يتداعى من حولهم
فأسرعوا الخطى من اجل النجاة بأنفسهم 
ومعهم الكثير .
أعتصموا بكهوف الجبال خيم عليهم خلال ذلك
صمت رهيب يثير الأعصاب وحين تمالكوا
انفسهم  أخذ كل فرد منهم يطمئن على 
صاحبه فمددت يدها وقرصت أخاها الذي
كان متكوماً بجوارها لكي تطمئن بأنه لازال
به عرقاَ ينبض فوجدته كذلك . بعدها خرج
من بقى منهم من مخبئه ولكن صدمت الآعين
بما رأت . كل شيئ جميل وعزيز على أنفسهم
طالته يد الخراب والعبث .
فجاءه وجدوا انفسهم وحيدين  في العراء
بلا مأوى  ولا معيل .
 أخذوا يهيمون  على وجوههم ينتقلون من
قريه الى اخرى ويأكلون بما يجود به الناس
الى ان وصلوا الى  منطقه يستحوذ عليها 
نافذاً كبيراَ ذاع صيت جبروته وبطشه يتلقى 
دعماَ من جهات عليا ويعامل سكان المنطقه 
معاملة العبيد .
 سارت هي وأخيها بخطوات متثاقله والرهبه 
تملاء قلوبهم يتخيلون بين لحظةً واخرى
خروجه عليهم شاهراً سيفه ليجز اعناقهم 
لأنهم دخلوا إقطاعيته دون أذناَ منه .
ساروا كثيراً . تسلقوا جبالاً . أجتازوا أوديه .
تشققت الأقدام . اهترئت النعال وبدت الأصابع
من بين ثناياها .
أخيراَ وصلوا الى أحدى القرى الصغيره
وقد بلغ بهم التعب مبلغاَ عظيماً وكان 
المطر ينهمر بغزاره فدخلت هي وأخيها
زريبه للحيوانات ملاصقه لآحدى دور 
القريه يلتمسوا الحمايه من المطر 
ويمنحوا الآجساد المنهكه قسطاَ من 
الراحه ولكن الحيوانات أبت نزولهم
ضيوفاَ عليهم فأخذت تصرخ وتحدث
ضجيجاً فأنتبه اهل الدار للآمر 
وفجاءه ظهرت امامهم إمرأه حفر الدهر
ومشقة الحياه أخاديد كثيره على وجهها
تحمل مصباحاَ شحيح الضؤ وتشع من
عينيها الجميلتين امارات الطيبه .
رأتهم متكومين على بعضهما وينظران
إليها في خوف وحذر ولكنها طيبت 
خاطرهما وأسكتت مخاوفهما بلمسةَ
حنونه على رأسيهما أزاحت كرباَ ثقيلاَ
كان جاثماً عليهما منذ أن صار التشرد
مألهم والهم زادهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق