الأحد، 6 أبريل 2014

لهث عبثي

حتى اذا قرحت طماشه في موزمبيق تجدهم يخرجون في مظاهرات وفعاليات تأييد وتنديد
يخرجون حفاة يقتلهم الضمأ والضنك . الظلم والاقصاء والتهميش وانتقاص المواطنه والفقر
والفساد والانفلات وغياب التنميه حفرت اخاديد عميقه على وجوههم وتغولت في كل مفاصل
حياتهم وبدلاً من الالتفات الى واقعهم البائس اولاً والعمل على تغييره نحو الافضل على الاقل
 رحمةً بأجيالهم القادمه تجدهملايعيرون واقعهم البائس ادنى اهتمام بل يهربون منه ويحلقون
عالياً في السماء بعيداً عنه رافعين شعارات واعلام بلدان الواق واق وشعارات احزاب لم تقدم
لتعز شيئاً خلال العقود الماضيه بل جعلتها مجرد ساحه لتصفية حساباتها الضيقه ومع هذا
تجدهم  يلهثون خلف هذا وذاك وتبديد جهودهم وطاقاتهم وحتى دمائهم في هذا اللهث العبثي .
لديهم هوس مرضي للشعارات والاوهام الفارغه فأستغلت مراكز القوى والنفوذ هوسهم هذا
بذكاء من اجل تمرير مشاريعها الضيقه وتحت غطاء وطني وديني زائف وبعد ان يحققوا مأربهم
وحين يحين وقت جني المغانم والثمار تكون مكافأتهم زبطه وركله قويه تخرجهم خارج الملعب
بل وخارج المعادله كلها خاليي الوفاض يجرون اذيال الخيبه تواسيهم شعارات واوهام فارغه 
يعتلفوها وتكرر هذا المشهد العبثي اكثر من مره ومع هذا لازالوا مصرين على لهثهم العبثي 
متمترسين خلف أليات نضال قديمه عقيمه لم تُفضي إلا الى مزيد من الظلم والبؤس والتهميش 
والانحداروعلى كافة الصعد رغم جسامة التضحيات .
لم يفهموا ولم يدركوا ولم يؤمنوا الى اليوم ان من ليس لديهم مشروع يجمعهم ويتحلقون 
حوله يعبر عن وجعهم ومعاناتهم وتطلعاتهم يكونون فريسه وعرضه لتجاذبات واستقطابات
كل القوى الفاعله في الساحه التي لديها مشاريعها الصغيره الخاصه المتدثره تحت 
غطاء الوهم الوطني الجامع من اجل تجييش القطيع والتدليس عليه لذا فلا عجب 
ولا استغراب إن تاهت كل ثوراتهم في دهاليز القبيله وغيب روادهم وذهبت تضحياتهم
هباءً منثورا بل وتتراجع معدلات التنميه ويتفشى الفقر والجهل ويتمدد ويصبحون في
ذيل القائمه وعلى مختلف الصعد عقب كل ثوره ينخرطون فيها دون رؤيه وهدف واضح 
حاملين على ظهورهم أرث ثقافه تابعه لا تؤمن بحقها في الحياه وفي التعبير عن نفسها .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق