الاثنين، 9 فبراير 2015

القفز على الواقع


حملوا على اكتافهم حلماً عظيماً بحجم الوطن برمته
حلقوا عالياً بعيداً عن واقع لازال عصياً على التغيير
ولازال مفهوم الوطن والمواطنه والدوله لم يتبلور بعد
في اذهان الكثير .
أستبسلوا على اسوار مدينه لازال طوقها متمترساً خلف عقده
ثقافيه ترى نفسها حاكماً لا محكوماً مستحوذاً ومهيمناً لا شريكاً
مع الاخرين في السلطه والثروه ولم تفلح كل محاولات التغيير
في إجتثاث جذور المشكله لان جميعها رفعت شعارات حنانه طنانه
بعيده كل البعد عن الواقع هي فقط  دغدغت المشاعر والعواطف في
حينها وفلحت في تجييش الكثيرين ممن اعتقدوا ولا زالوا يعتقدون
ان مسار انتشال اليمن من الوحل محوره صنعاء متجاهلين ان معضلة
اليمن المزمنه تكمن في صنعاء وماحولها لذا تاهت الاحلام وتبعثرت
وذهبت هباءً منثورا .
استمرت الغالبيه في قفزها على الواقع وهربت من مواجهة الحقيقه المره
والقله القليله التي تجرأت واشارت الى مكامن الخلل تم ملاحقتها والتضييق
عليها بل وأشهر في وجهها تهم الطائفيه والمناطقيه رغم ان هذه النعرات
المقيته تمارس على الارض منذ مئة عام بقرار سياسي غير معلن وبأمكانيات
دوله . حتى الحمدي عندما حاول إجراء بعض الاصلاحات دون المساس بمسار
وهيئة الحكم تم قتله .
الوحده تم سلخها في حرب عام 1994م لان الوحده التشاركيه القائمه على العداله
والمواطنه والقانون لا تتفق مع عقدتهم الثقافيه المزمنه وتم الأجهاز على ماتبقى
منها خلال الغزوه والحرب الاخيره على يد المليشيات الانقلابيه .
القفز على الواقع والتحليق بعيداً عنه والهروب من مواجهة الحقيقه مهما كانت
مرارتها قاد اليمن الى هذا المأل البائس وقزمت الاحلام العظيمه التي داعبت مخيلة
الكثيرين وتحولت الى كوابيس تقضُ المضاجع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق